عادات الاستذكار

يؤدي التعليم الجامعي رسالة هامة في المجتمع ، فهو وسيلته للتقدم والتطوير والرقي ، وهو ينمي الثقافة العامة والتخصصية من ناحية ومن رسالة هذا التعليم إعداد القادة والمفكرين وعلماء المستقبل ، ولا شك أن العلم أصبح من أكثر الثروات البشرية التي تساعد الأمم على التنمية الاجتماعية والاقتصادية والرقي الحضاري والمعرفي.
أن النجاح في التعليم الجامعي يتطلب مقومات علمية وعقلية ، ودافعية جيدة ، وطرق استذكار جيدة ولعل طرق الاستذكار ، على درجة كبيرة من الأهمية وفي هذا يشير ( عباده2001 ، 6) إن أغلب الطلاب تنقصهم الكفاءة في استخدام طرق الاستذكار الجيدة ويتبعون عادات وطرق استذكار ربما تكون عقيمة وغير مناسبة.
ان عملية الاستذكار وخاصة في مرحلة التعليم الجامعي من الفنون العقلية التي يتقنها بعض الطلاب ويعجز عن إتقانها البعض الأخر ، ولا يمكن اعتبار عملية التحصيل عملية عفوية تلقائية ، وإنما هي عملية لها قواعدها وأصولها ومبادئها وشروطها التي تجعل منها عملية فعالة وإيجابية ، وتجعل للتحصيل عوائده المنشودة في سلوك الفرد وفي شخصيته وفي حياة المجتمع وتقدمه . ( عيسوي ,2000 ،204 ).
وتعد عادات الاستذكار من الأبعاد الهامة في العملية التعليمية ، بحيث تساعد الطالب على الإلمام بالحقائق العلمية واستيعاب المواد الدراسية , وحل المشكلات التي تصادفه سواء في مجال تخصصه أو في أسلوب حياته بصفة خاصة .
وقد تناولت العديد من الدراسات عادات الاستذكار ، بدراسة علاقتها بعدد كبير من المتغيرات من بينها الذكاء والتفوق الدراسي والاتجاهات نحو الدراسة ولإنجاز الأكاديمي ، وغيرها من المتغيرات التي تساعد في عملية تطوير المجتمعات وتحقيق للتنمية ومواكبة التقدم العلمي.
وفي أوائل القرن الماضي تقريبا بدا الاهتمام بشكل متزايد بدراسة عادات الاستذكار ومن هذه الدراسات, دراسـات ( كف KUFF 1937 ) و ( ميللر MILLAR 1947) والتي أدت إلى كشوف تتصل بالتعرف على مدى علاقة عادات الاستذكار في زيادة التحصيل الدراسي .
اهتمت كثير من الدراسات بمعرفة الصعوبات التي يعاني منها طلاب المرحلة الجامعية بالنسبة لعادات الاستذكار و الاتجاهات نحو الدراسة ، وهذا يسهل المهمة على الباحثون والمهتمون بالمناهج الدراسية في وضع الخطط والبرامج التعليمية التي تساعد على التغلب على هذه الصعوبات وعلاجها.

مشكووور موضوع رائع