مسلسل الحياة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مسلسل الحياة
أسير في الشارع و بين الناس بضع خطوات لأبتاع بعض مستلزمات الحياة من المحال القريبة من بيتي ... أسير مقوّس الظهر ثقيل الخطى أكاد أفقد توازني بين الفينة و الأخرى .. و أسمع خلفي ضحكات الصغار المستهزئة بهيئتي و هرمي .. أتابع المسير و أدرك ما قد خرجت من أجله و لكني بتُّ أبحث عن من يحمل عني فقد بلي البدن و انهارت القوى .. كم تمنيت لو أن أحد أبنائي الذين ربيت كان بجواري ليحمل عني و كم تمنيت لو أن أحداً عرض المساعدة عليّ لعله يكسب أجري .. أواصل السير مثقلاً بمستلزماتي عطفاً على ثقل بدني فأقف على جانب الطريق أطمح في العبور إلى الجانب الآخر حيث منزلي و لازلت أنتظر أن تخف حركة السير أو تقف لأعبر ... كم وددت لو أن أحدهم توقّف قليلاً و سمح لي بالمرور أخيراً لاحت الفرصة فبدا الطرق شبه خالٍ و ها أنا أصل إلى باب المبنى الذي أقطن إحدى شققه .. هنا تنتظرني معاناة بحجم المأساة فلا بد أن أصعد السلالم لأصل إلى شقتي و لابد أن أصعدها درجة تلو درجة و أن لا أنقل القدم حتى تصبح الأخرى بجوارها ها أنا أقضي قرابة العشر دقائق لأتم الصعود رغم أن شقتي بالطابق الثاني .. أدخلت يدي إلى جيبي لأخرج مفتاح شقتي و رحت أنظر بين مفاتيحي باحثاً عن المفتاح المنشود ... و لكن منظراً آخر شدني ... أخذت أنظر إلى يدي و كأنها غريبة عني فقد أصبحت أنحف و بات يكسوها جلد مليء بالتجاعيد تجاهلت المنظر رغم ألمي و دخلت شقتي لأجد خلف الباب عجوزاً ليست بأفضلَ حالٍ مني تنتظرني ... و ما أن تخلصت من حملي حتى لازمني منظر التجاعيد في يدي مرة أخرى ... فرحت أبحث عن مرآة أنظر فيها إلى ملامح وجهي و كأنني لم أزر المرآة منذ بدأ الهرم يغزو جسمي ... وقفت أمامها وقفة السائل أستذكر هيئتي في شبابي و صباي فلم يكن ردها إلا بأنها السنون يا هذا !
عدت أستذكر أيضاً ضحكات الصغار و افتقادي لأبنائي و طول وقفتي على جانب الطريق و معاناتي لصعود السلالم إلى منزلي فتذكرت !
تذكرت أني كنت فتياً و كنت أطلق مثل تلك الضحكات و أني قد تركت والداي الهرمان يعانيان ما أعاني سعياً خلف الاستقلالية بحياتي فقد كنت أعتقد أن كل ما يحتاجانه هو المال و الطعام دون أن أفكر في ما هو أبعد من ذلك و اختنقت عندما أدركت أني تركت والداي في هرمهما يعيشان ساعة من اليوم و يموتان فيما تبقى منه .. عجباً كيف تسخر السلالم مني و كأنها تقول يا من كنت تعتليني فتترك بعض درجاتي دون أن تمر بها ها قد حان وقت المرور و بكلتا القدمين .. نعم بكلتا القدمين ... طال الموقف فتذكرت و تذكرت و تذكرت ................ فمن ينصح أبنائي بأن لا يكرروا ما فعلت !!!
عدت أستذكر أيضاً ضحكات الصغار و افتقادي لأبنائي و طول وقفتي على جانب الطريق و معاناتي لصعود السلالم إلى منزلي فتذكرت !
تذكرت أني كنت فتياً و كنت أطلق مثل تلك الضحكات و أني قد تركت والداي الهرمان يعانيان ما أعاني سعياً خلف الاستقلالية بحياتي فقد كنت أعتقد أن كل ما يحتاجانه هو المال و الطعام دون أن أفكر في ما هو أبعد من ذلك و اختنقت عندما أدركت أني تركت والداي في هرمهما يعيشان ساعة من اليوم و يموتان فيما تبقى منه .. عجباً كيف تسخر السلالم مني و كأنها تقول يا من كنت تعتليني فتترك بعض درجاتي دون أن تمر بها ها قد حان وقت المرور و بكلتا القدمين .. نعم بكلتا القدمين ... طال الموقف فتذكرت و تذكرت و تذكرت ................ فمن ينصح أبنائي بأن لا يكرروا ما فعلت !!!
anwar80- 4
- عدد الرسائل : 362
تاريخ التسجيل : 25/01/2008
رد: مسلسل الحياة
مشاركه رررررررررررررررررررررائعه
تقبل مروري
تقبل مروري
لؤلؤة فلسطين- عضو متميز
- عدد الرسائل : 650
تاريخ التسجيل : 19/02/2008
رد: مسلسل الحياة
شكرا على مرورك ومشاركاتك لؤلؤة فلسطين
anwar80- 4
- عدد الرسائل : 362
تاريخ التسجيل : 25/01/2008
رد: مسلسل الحياة
والله حرام بعد ما تعب الأب وتعبت الأم الأبناء يخلوهم ويروحوا يعني لو الأبناء عملوا اللي بدهم إياه بس بدون ما يتخلوا عن اللي أعطوهم حياتهم كان كتير أحسن .
شكرا Anwar80 على الموضوع الرائع
شكرا Anwar80 على الموضوع الرائع
ندى- سوبر ستار
- عدد الرسائل : 2077
العمر : 37
الموقع : ورد جوري
الأوسمة :
تاريخ التسجيل : 19/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى